صحيفة الأفق : التسول... ظاهرة غير حضارية

تنتشر في جميع مدن المملكة

التسول... ظاهرة غير حضارية

السعوديون يشكلون نسبته مرتفعة من المتسولين

(التسول ) ظاهرة منتشرة في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى , أفراد مجتمعنا منهم من يتعاطف معهم , ومنهم من يبلغ عنهم الجهات المختصة , اختلف الكثير على حقيقة حاجتهم للمال وماهي الدوافع وراء طلبهم المال بطرق ملتوية.

التسول

كما هو معروف طلب المعونة من مأكل ومشرب ومبالغ مادية من عامة الناس , عن طريق استعطافهم بعبارات وأساليب ملتوية من أجل الوصول إلى مبتغاهم , وهو من الوسائل التي تجلب للمتسولين المال دون عناء بمجرد تكلمهم بعبارات معينة، وارتدائهم لثياب ممزقة ، فيمارسون التسول كمهنة لهم، وتعاطف الناس معهم، وتقديم المساعدة لهم يرفع نسبة دخلهم مما يجعلهم يقبلون على التسول بشكل كبير، وبالتالي تنتشر ظاهرة التسوّل وتزداد يوماً بعد يوم.

التسول في الإسلام:

منع الإسلام التسول وذم المتسولين إلا لحاجة محتمة كالفقر الشديد، أما إذا كان التسول للاستكثار والغنى فقد حرمه الإسلام لما فيه من أضرار على المجتمع واستغلال للناس, كما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن الذي يتسول ومعه ما يكفيه من المال: (إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ)، أما نهر السائل وزجره ومعاملته بتهكم وقسوة فقد منعه الإسلام حتى مع معرفة حال السائل.

أشكال التسول

تتنوع وتتعدد أشكال تسول فمنها تسول الشخص العاجز، وفي هذه الحالة يسمى بالاضطراري, لأنه لا يملك مالا أو وظيفة، ولا يتوفر له مصدر للدخل، فلا يتمكن من تلبية حاجاته ومتطلباته إلا عن طريق التسول, والتسول المتخفي أو المقنع، ويكون ببيع سلع معينة، أو تقديم بعض الخدمات كمسح زجاج السيارات , والتسول الواضح، ويكون بطلب المال بشكل مباشر , و التسول في مواسم الأعياد، أو في شهر رمضان المبارك، أو عند مواجهة ظرف معين ويسمى بالتسول العرضي، أو الموسمي , والتسول الحرفي، وهو ممارسة التسول كمهنة دائمة، وبشكل يومي.

أسباب التسوّل
تنتشر ظاهرة التسول في جميع مدن المملكة , وتعتبر ظاهرة غير حضارية , ولها العديد من الآثار السلبية , من الأسباب المؤدية الى انتشار التسول في مجتمعنا هي : البطالة، والإعاقة أو العجز عن العمل، والفقر, الجاليات الوافدة من الخارج , والمتوزعين في مناطق المملكة.

الأماكن المستخدمة في التسول

تتعدد أماكن التسول في مختلف مناطق المملكة ومن الأماكن الشائعة في التسول عند إشارات المرور سواء من عمال البلدية أو العمالة السائبة , والتسول في الحدائق العامة ويعتبر هذا النوع من التسول مزعج للمتنزهين , والتسول عند المساجد.

إحصائيات

كشف تقرير أصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية عن أن عدد المقبوض عليهم من مكاتب مكافحة التسول بلغ 3459 سعودي وسعودية من مختلف مناطق المملكة, وبحسب التقرير تصدرت منطقة الرياض مناطق المملكة الأخرى في عدد المقبوض عليهم، حيث ضبطت جهات الاختصاص 1414 متسولة ومتسولا, وبلغ عدد المتسولات السعوديات العاطلات عن العمل في الرياض 679، ومنطقة القصيم 418 متسولة، كما بلغ عدد المتسولين العاطلين عن العمل 267 متسولا، فيما بلغ عدد المتسولات والمتسولين ممن هم دون سن التعليم 760 طفلة وطفلا, وبحسب مسؤول في الوزارة , أن أغلب المقبوض عليهم هم من المطلقات، الأرامل، العاطلين، وأصحاب العاهات, وذكر المسؤول أن منطقة حائل الوحيدة التي لم يسجل فيها وجود لممارسي التسول من السعوديين والسعوديات.

إن ظاهرة التسول استفحلت في مجتمعنا وهي في ازدياد كبير خلال الأعوام الماضية بسبب الوافدين المخالفين لنظام الإقامة الذين يأتون الى المملكة بطرق غير شرعية , ونتأمل

خيرا ببرنامج الأمير محمد بن نايف ( وطن بلا مخالف) , وللقضاء على هذه الظاهرة يجب على كافة المواطنين التكاتف والإبلاغ عنهم في حال رؤيتهم .